إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

زاويــة ..( رجـــع الصــــدى ) ..حــديث حــول النــار ..!!!!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زاويــة ..( رجـــع الصــــدى ) ..حــديث حــول النــار ..!!!!!

    ......... ( حديث حول النار )...............

    تمتد بيننا مئات من الكيلو مترات ..

    نطفئ جذوة الحنين إلى بعض بالحديث على الهاتف ولكنها ما تلبث أن تشتعل من جديد .. ويزداد شوقنا إلى اللقاء .. هو يميل إلى المدرسة الواقعية في الحياة يتعامل غالباً وفق قانونها وإن كان يجنح إلى الرومانسية العقلانية في بعض الأحيان وفي حالات خاصة .. أميل إلى المدرسة الرومانطيقية التي تضفي على أشياء الوجود حياة وجدانية نشطة وتناجي أدبيات (المدينة الفاضلة ) التي لا وجود لها إلا في أخيلة الحالمين قبل أربعة أسابيع اتفقنا أن نلتقي في منتصف المسافة لنقضي عطلة نهاية الأسبوع في الصحراء معاً .. نتلحف نسمات نهاية الشتاء ونفترش ما بقي من سندس الأرض الأخضر المنحسر تحت أديم الشمس .. وما أن يحل المساء حتى نوقد النار وتبدأ أحاديث السمر التي تتموج بين مرافئ متعددة وغالباً ما تكون على ضفاف محيط الشعر وما يتعلق به ونظراً لأن حديثنا في إحدى الليالي أخذ عمقاً فلسفياً تجاه الشعر والحياة لذا فإنني رأيت أن ارسم بعض ملامحه في هذه المساحة المتاحة .. قلت له أن الحياة العاطفية أصبحت كذبة كبرى فالعشق لم يعد يسكن القلوب الخافقة داخل عتمة القفص الصدري بل أصبح يعيش على سطح البشرة تذهب به الشمس والهواء في فترة وجيزة وهذا بدوره أنطبع على القصيدة الوجدانية التي أصبحت باردة .. باهته .. منطفئة العبارة .. خالية من اللوعة والحنين بل إنها أشبه ما تكون بالكتابة على الماء لذا فإن من يعتنقون المذهب الرومانطيقي غالباً ما تكون حياتهم عبارة عن خيبة أمل دائمة فلا هم استطاعوا أن يعيشوا حياة المادة بجمودها وانتهازيتها ولا هم تناسوا أحلامهم الراكضة خلف السراب الذي يفصلهم عن المدينة الفاضلة !
    تحت هيبة صمت ليل الصحراء .. أطلق صديقي آهة قادمة من أعماق الروح ووضع فنجان القهوة الذي كان يحيطه بأنامله وكان يبدو تحت انعكاس سناء النار عليه وكأنه كقطعة من حجر كريم .. وأخذ قضيب من حديد كان بجواره وبدأ يقلب الجمر وكأنه يقلب صفحات الحياة بحثاً عن إجابة مقنعة ثم رفع عينيه المسكونتين ببعد النظر وقال أسمع يا صديقي :-

    لا تضطهد الحياة بأدبيات مدرستك التي تؤمن بها منذ الطفولة فهي مدرسة غير واقعية ولا وجود لها إلا في أخيلة الشعراء الذين يختزلون كل أبعاد الحياة في رومانسية التي تفرغها من الكثير من جمالها وإيجابيتها فالحياة جوهرة متعددة الجوانب ولا يمكن أن ننظر لها من زاوية واحدة فهي عبارة عن فترة زمنية محكومة بالمبدأ ( البرغماتي ) الذي يؤمن بتوازن الأخذ والعطاء مع الحفاظ على القيم وكون قانون الأخذ طغى على قانون العطاء فهذه أخطاء لا تنال من المدرسة الواقعية أما انطفاء القصيدة فلا علاقة له بمبدأ الحياة .. كل ما في الأمر يا صديقي أن الكثير من الذين يذيلون ما يمكن تسميتها ( تجاوزاً ) قصائد بأسمائهم ليسوا شعراء مطبوعون بل شعراء مصنوعون لا يحسنون سوى رص الكلمات المفرغة المعنى داخل إطار القصيدة المسيج بالوزن والقافية وأحياناً كثير يقفزون على السياح أما دفع المفردة إلى أقبية المعاناة لتشتعل هناك فهم عاجزون عنه لذا تأتي قصائدهم متر مدة .. أما الشعراء الحقيقيون فهم موجودون وقصائدهم ما تزال معبأة بالحنين والجوى وجمال العاطفة المحرضة على البكاء ولكنهم قلة ومنكفئون على أوجاعهم وأبواب الأعلام الشعبي مسدودة عنهم بأجساد الباحثين عن الشهرة لذا تبدو لك قصيدة المرحلة المعاصرة وكأنها تولد ميته !
    أنهى صديقي حديثه وتحت نظرته للحياة وواقعية تفسيره بدأت تتجول في فكري محاولة رسم خطة الإنفكاك من اسر مدرستي القديمة .. وما إن تقدم الليل في مسار الزمن حتى أوينا إلى النوم .. دخلت في فراشي فوجدت أريج همسات ( بلقيس ) القادمة من المدينة النائمة على ضفاف الخليج إلى عمق الصحراء تطالبني بتكريس ثباتي على منهجيتي في الحياة فاتخذت قراري بالولاء المطلق لمدرستي التي علمتني فلسفة الحياة ونادت من تحت الأغطية :
    هل نمت يا إبراهيم ..؟ !
    فأجاب بلا !
    قلت له .. تبقى المدرسة الرومانطيقية هي خياري الأوحد مهما تعارضت مع فهم الآخرين للحياة .. وبدأ حديث آخر .. متى
    وإلى أين انتهى .. لا أدري !

    يا ترى أين هي الحقيقة هل هي في محيط نظرة صديقي صاحب المدرسة الواقعية .. أم في فناء مدرستي المبنية خلف الأحلام البعيدة !!

  • #2



    فرحان الفرحان



    أنت رائع يا أخي الكريم 0000أتابعك دائما فما اعذب حديثك




    0000 أثرت تساؤلاً سيأخذ من مقبل العمر حيزاًً 00ولكن هل




    سأعثر على الاجابة؟؟؟ أشك في شخصي الضعيف 0000000000000

    ابو عامر00

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم

      مارق هذا الحوار ..

      (( ورايق بعد )) ..

      بكل فخر ..
      احدى معجبات البدر ..

      تعليق


      • #4

        اخي .. ابو عـــــامر ..

        ستجد الاجابة في جوهرك الجميل .. بكل تاكيد ان من يتأمل النظرة

        الفلسفية للحياة بهذا العمق الذي نظرت به يبقى انسانا مسكونا

        بالشفافية الاخاذة ..

        لك امتناني على تجولك في مساحة الزاويه..

        تعليق


        • #5
          اختي الكريمة ..هــــيفــاء ..

          يخيل الى بعض الاحيان ان مفردتي في زمن الركض لا تعدو كونها

          صــوتا في الفراغ يذهب تحت جلبت الاقدام .. يذهب الى الضياع

          .. لا يرتد له صــدى ولكنك تبقين مع بعض الزملاء منبع عزاء

          لايجف .. لك فائق احترامي ..

          [تم تعديل الموضوع من قبل فرحان الفرحان بتاريخ 05-08-2001 الساعة 08:03 AM]

          تعليق


          • #6


            جميل


            جميل


            جميل


            هنا اكتسبت شيئا ً لقرائتي

            رائع اخ فرحان

            تحياتي

            تعليق

            يعمل...
            X