** عن زاوية ( الوجهة للشمس ) .. جريدة اليوم . الاحد 5/2/1422
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
............ ( دعـوة شعر يهودية 00!! )....................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما سالت دماء الطفل محمد الدرة على الرصيف الذي يقع تحت جدار كتب عليه أحد الحالمين..( ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ) .. غمس شعراؤنا الذين ما زالوا يملكون ضمائر لم تمت بعد 0 أقلامهم بدمه المسفوك وكتبوا بكائيات شعرية استطاعت القفز على أوضاعنا العربية المتردية واجترت باحترافية باهرة أمجادنا التاريخية النائمة في بطون الكتب ويبدو أن مناحاتنا الشعرية لم تطرب اليهود لان بكاؤنا كان سطحيا وغير موجع ودموعنا كانت وقتية ما لبثت أن جفت تحت قهقهتنا للحياة والتي تعلمنا كيف نعيشها مهما كانت متردية ولعل اليهود أزعجهم أن تنكيلهم بنا لم يعد يوجعنا بما فيه الكفاية خصوصا وانهم جربوا تكرار مأساة محمد الدرة بأساليب وخيارات متعددة وضحايا متباينة من طفلة ذات عام ونصف إلى شيخ أثقلته الهزائم وخيبات الأمل وجاءت التصفيات فردية وجماعية ولكن شعرنا بقي جامدا وبما أن اليهود يعرفون عنا اكثر مما نعرفه نحن عن أنفسنا ولشغفهم بصوت بكائنا لأنه يبعث فيهم الرضا والنشوة والاعتزاز ويشعرهم بطعم النصر, ولأننا كما نتباها دائما بأننا00( أمة شعر00!! ).. فبكل تأكيد انهم درسوا أشعار أجدادنا واشتاقوا إلى سماع البكاء على الأطلال التليدة خصوصاً و أن أجدادهم في زمن البكاء الاول على الأطلال كانوا يدفعون الجزية عن يد وهم صاغرون لذا فقد ازداد شغفهم إلى نحيبنا بعد أن دارت علينا دوائر الزمن, ففي الأيام القلية الماضية سوت آلة الحرب الصهيونية بالأرض عدة أحياء في مخيم ( خان يونس ) وأطلق القادة اليهود على العملية اسماً يحمل مدلولات عميقة حيث أطلقوا عليها اسم .. ( كتابة الشــعر ).. وبما أننا عرب مشهود لنا بالعزة و الإباء وعدم النوم على الضيم فأنني أطالب إخواني الشعراء بإغاضة اليهود و ذلك بالامتناع عن كتابة الشعر على الأنقاض وعدم التغني بالسبعة ملايين ( ماجد ) الذين تطوعوا تحت جعجعة إعلام أنتها زي بدعوى تحرير فلسطين وذلك لأغراض دعائية معروف تفرغ هذا التطوع من قيمته وتأتي مطالبتي لأخواني الشعراء بعدم البكاء على ما تبقى من أطلال العزة العربية المهدمة لعدة أسباب لعل من أهمها أن نغيض أحفاد القردة و الخنازير ولو بامتناعنا عن كتابة بكائياتنا المعتادة وثانيا أخشى أن تحرض قصائد شعراؤنا أخوانهم الأماجد فيتهورون ويعبرون حدود دولتهم باتجاه فلسطين فينتقم نظامهم الدموي من عائلاتهم كعادته ونصاب بنكبة أخرى كما أنني أشفق عليكم أيها الشعراء من الحيرة التي ستأخذكم وتشتت أذهانكم عندما تشرعون بكتابة مناحاتكم الشعرية فلا تدرون على أي أنقاض تبكون ثم أنني احسن الظن بفطنتكم وأعتقد أنكم أذكى من أن تكشفوا لليهود وهن قصيدتنا المعاصرة وأنها أصبحت متبلدة لا تجيد حتى البكاء على الأنقاض بعد أن انحدرت إلى قاع اللغة لتناجي أهدافا تافهة وحتى لا نفقد كأمة عربية ذات أمجاد تاريخية مما تبقى لنا ما نفاخر به الأمم الأخرى بأننا أمة شعر لان قصائدنا المعاصرة لا تدل على أننا مازلنا سادة الشعر بل تقدم الدليل القاطع على أننا لم نعد نفهم الشعر ولم يعد الشعر يفهمنا .. بل ذهبنا إلى ابعد من ذلك أصبحنا لا نفهم حتى أنفسنا ولم نعد نعرف ماذا نريد من الحياة وماذا تريد الحياة منا ..!!
بقي أن أحذر جميع إخواني الشعراء بعدم كتابة بيت شعر واحد خارج ما اعتدناه من الطرح الشعري البليد والذي اصبح سمة شعرنا المعاصر الدائر في فلك الضياع الشامل حتى لا يتهمنا اليهود بأننا أفقنا من غيبوبتنا فيسعون إلى إبادتنا والذي سيترتب عليه فناء العرق العربي عند ذلك من يرحمنا من التاريخ ومن يبكي على أنقاض البيوت العربية في مدينة القدس التي بدأ اليهود يعدون العدة لهدمها وقد يتطاولون لا سمح اللـه إلي هدم بيت المقدس وتبقى قبلة المسلمين الأولى بدون بكاء ..!! لذا فأننا مطالبون بالحكمة والتريث وضبط النفس والنزوع إلي الصبر و التذرع بالصمت حتى يبقى لنا من يبكي على أطلال بيت المقدس و التي تحفظ أيامه جيدا مواقف بلد الحرمين حكومة وشعبا منذ عام 1948 م عند ما بدأت السفن القادمة من موانئ الشتات ترسو على شواطئ البحر الأبيض المتوسط وتفرغ قطعان الهمج الصهاينة ليحتلوا ارض مسرى نبينا محمد عليه افضل الصلاة والتسليم وهي مواقف تنطلق من ثبات المبادئ لذا فإنها متصفة منذ ذلك التاريخ بالديمومة والثبات ولم تأخذ مسارات متغيرة بناءا على المتغيرات التي تشهدها المنطقة بين فترة وأخرى ..ختاما سننتظر نهاية منجز كتابة الشعر اليهودي لنرى ماذا ستفعل أمة الشعر المهم أن يرفض شعرائنا هذه الدعوة اليهودية للبكاء على أطلال مخيم خان يونس فقد مللنا البكاء الذي يبدو أننا لا نجيد غيره ولنجرب شيئا أخر لعلنا نستطيع أن نشرك اليهود معنا بالبكاء ولو للمرة واحدة حتى لا نوصم بالأنانية وحب الذات ..
** فرحان عبد اللـه الفرحان
[تم تعديل الموضوع من قبل فرحان الفرحان بتاريخ 04-29-2001 الساعة 10:27 AM]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
............ ( دعـوة شعر يهودية 00!! )....................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما سالت دماء الطفل محمد الدرة على الرصيف الذي يقع تحت جدار كتب عليه أحد الحالمين..( ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ) .. غمس شعراؤنا الذين ما زالوا يملكون ضمائر لم تمت بعد 0 أقلامهم بدمه المسفوك وكتبوا بكائيات شعرية استطاعت القفز على أوضاعنا العربية المتردية واجترت باحترافية باهرة أمجادنا التاريخية النائمة في بطون الكتب ويبدو أن مناحاتنا الشعرية لم تطرب اليهود لان بكاؤنا كان سطحيا وغير موجع ودموعنا كانت وقتية ما لبثت أن جفت تحت قهقهتنا للحياة والتي تعلمنا كيف نعيشها مهما كانت متردية ولعل اليهود أزعجهم أن تنكيلهم بنا لم يعد يوجعنا بما فيه الكفاية خصوصا وانهم جربوا تكرار مأساة محمد الدرة بأساليب وخيارات متعددة وضحايا متباينة من طفلة ذات عام ونصف إلى شيخ أثقلته الهزائم وخيبات الأمل وجاءت التصفيات فردية وجماعية ولكن شعرنا بقي جامدا وبما أن اليهود يعرفون عنا اكثر مما نعرفه نحن عن أنفسنا ولشغفهم بصوت بكائنا لأنه يبعث فيهم الرضا والنشوة والاعتزاز ويشعرهم بطعم النصر, ولأننا كما نتباها دائما بأننا00( أمة شعر00!! ).. فبكل تأكيد انهم درسوا أشعار أجدادنا واشتاقوا إلى سماع البكاء على الأطلال التليدة خصوصاً و أن أجدادهم في زمن البكاء الاول على الأطلال كانوا يدفعون الجزية عن يد وهم صاغرون لذا فقد ازداد شغفهم إلى نحيبنا بعد أن دارت علينا دوائر الزمن, ففي الأيام القلية الماضية سوت آلة الحرب الصهيونية بالأرض عدة أحياء في مخيم ( خان يونس ) وأطلق القادة اليهود على العملية اسماً يحمل مدلولات عميقة حيث أطلقوا عليها اسم .. ( كتابة الشــعر ).. وبما أننا عرب مشهود لنا بالعزة و الإباء وعدم النوم على الضيم فأنني أطالب إخواني الشعراء بإغاضة اليهود و ذلك بالامتناع عن كتابة الشعر على الأنقاض وعدم التغني بالسبعة ملايين ( ماجد ) الذين تطوعوا تحت جعجعة إعلام أنتها زي بدعوى تحرير فلسطين وذلك لأغراض دعائية معروف تفرغ هذا التطوع من قيمته وتأتي مطالبتي لأخواني الشعراء بعدم البكاء على ما تبقى من أطلال العزة العربية المهدمة لعدة أسباب لعل من أهمها أن نغيض أحفاد القردة و الخنازير ولو بامتناعنا عن كتابة بكائياتنا المعتادة وثانيا أخشى أن تحرض قصائد شعراؤنا أخوانهم الأماجد فيتهورون ويعبرون حدود دولتهم باتجاه فلسطين فينتقم نظامهم الدموي من عائلاتهم كعادته ونصاب بنكبة أخرى كما أنني أشفق عليكم أيها الشعراء من الحيرة التي ستأخذكم وتشتت أذهانكم عندما تشرعون بكتابة مناحاتكم الشعرية فلا تدرون على أي أنقاض تبكون ثم أنني احسن الظن بفطنتكم وأعتقد أنكم أذكى من أن تكشفوا لليهود وهن قصيدتنا المعاصرة وأنها أصبحت متبلدة لا تجيد حتى البكاء على الأنقاض بعد أن انحدرت إلى قاع اللغة لتناجي أهدافا تافهة وحتى لا نفقد كأمة عربية ذات أمجاد تاريخية مما تبقى لنا ما نفاخر به الأمم الأخرى بأننا أمة شعر لان قصائدنا المعاصرة لا تدل على أننا مازلنا سادة الشعر بل تقدم الدليل القاطع على أننا لم نعد نفهم الشعر ولم يعد الشعر يفهمنا .. بل ذهبنا إلى ابعد من ذلك أصبحنا لا نفهم حتى أنفسنا ولم نعد نعرف ماذا نريد من الحياة وماذا تريد الحياة منا ..!!
بقي أن أحذر جميع إخواني الشعراء بعدم كتابة بيت شعر واحد خارج ما اعتدناه من الطرح الشعري البليد والذي اصبح سمة شعرنا المعاصر الدائر في فلك الضياع الشامل حتى لا يتهمنا اليهود بأننا أفقنا من غيبوبتنا فيسعون إلى إبادتنا والذي سيترتب عليه فناء العرق العربي عند ذلك من يرحمنا من التاريخ ومن يبكي على أنقاض البيوت العربية في مدينة القدس التي بدأ اليهود يعدون العدة لهدمها وقد يتطاولون لا سمح اللـه إلي هدم بيت المقدس وتبقى قبلة المسلمين الأولى بدون بكاء ..!! لذا فأننا مطالبون بالحكمة والتريث وضبط النفس والنزوع إلي الصبر و التذرع بالصمت حتى يبقى لنا من يبكي على أطلال بيت المقدس و التي تحفظ أيامه جيدا مواقف بلد الحرمين حكومة وشعبا منذ عام 1948 م عند ما بدأت السفن القادمة من موانئ الشتات ترسو على شواطئ البحر الأبيض المتوسط وتفرغ قطعان الهمج الصهاينة ليحتلوا ارض مسرى نبينا محمد عليه افضل الصلاة والتسليم وهي مواقف تنطلق من ثبات المبادئ لذا فإنها متصفة منذ ذلك التاريخ بالديمومة والثبات ولم تأخذ مسارات متغيرة بناءا على المتغيرات التي تشهدها المنطقة بين فترة وأخرى ..ختاما سننتظر نهاية منجز كتابة الشعر اليهودي لنرى ماذا ستفعل أمة الشعر المهم أن يرفض شعرائنا هذه الدعوة اليهودية للبكاء على أطلال مخيم خان يونس فقد مللنا البكاء الذي يبدو أننا لا نجيد غيره ولنجرب شيئا أخر لعلنا نستطيع أن نشرك اليهود معنا بالبكاء ولو للمرة واحدة حتى لا نوصم بالأنانية وحب الذات ..
** فرحان عبد اللـه الفرحان
[تم تعديل الموضوع من قبل فرحان الفرحان بتاريخ 04-29-2001 الساعة 10:27 AM]
تعليق