إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مـحـاكـم الــــتمييز الاجتماعيه ..... واحكامها الأخلاقيــه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مـحـاكـم الــــتمييز الاجتماعيه ..... واحكامها الأخلاقيــه

    باديء ذي بدء لامندوحة من القول ان الشعر الشعبي أصبح

    وكأحد الانتاجات الأدبيه من المخرجات الأكثر رواجا والاكثر

    تداولا وتأثيرا في صــفوف المجتمع الخليجي , بـل وأصبح مادة

    ذات فعاليه وتأثير في بلورة وتشكيل رؤى وقناعات طبقات المجتمع

    كافه كـأحد الفنون الثقافيه المستوحاه من تراثنا وتاريخنا.


    بــناءا على ماسبق وتأصيلا للهدف الثقافي للشعر كأحد اشكال

    ثقافات الامه والمجتمع أصبح لزاما علينا الحفاظ على هوية المجتع

    من خلال ما نقحمه وندخله من افكار ورؤى وقيم ومفاهيم وقواعد

    أخلاقيه وعناصر أجتماعيه , فقديما قيل : الشعراء لسان الامه

    وقيــل : الشعراء حناجر الشعوب .


    والمدرسه التجديديه للشعر ومذهب الحداثه الشعريه لا يتعارضان

    البته مع ماننادي به من ضرورة التمسك بل والتشبث في تلك

    القيم والمفاهيم والمعطيات الاخلاقيه المستوحاه من شريعتنا

    الغراء اولا ومن عادات وتقاليد مجتمعنا ثانيا .


    فتحديث المفرده وانتقاء الالفاظ واستعراض العضلات التعبيريه

    والصور الجماليه وعناصر الجمال المدهشه في لغتنا العربيه

    وادخالها لزركشة وتزيين نصوصنا الشعريه لايلزمنا ابدا بـان

    نقتلع الجذور الاخلاقيه الاجتماعيه من أرض قصائدنا , ولايلزمنا

    كذلك بـأن نقحم طرحا يرتدي حلة التمرد والانفلات من تلك

    القيم والموروث الخلقي كي يشار الينا بالبنان باننا حداثيين

    مجدديــن حضارييـن , فــكـم ابــدع وأدهشنا شعرائنا والذين

    يعتبرون من المدرسه التقليديه وفقا لتصنيف البعض كم أدهشنا

    هؤلاء بنصوص غزليه رائعه دون أن يضطروا لخدش أو المساس بقيم

    مجتمعنا ودون ان يضطروا لسرد أحداث ومواقف لحظيه شديدة

    الخصوصيه وشديدة التجرأ والانفلات والنفور .


    أرى بل وأنا شديد اتيقن بان قمة الابداع هي مواؤمة التجديد

    والتحديث الشعري أنطلاقا من هذا الكم الهائل والطاهر من

    موروثنا الاخلاقي والاجتماعي مشكلين بتلك المواؤمه والمعادله

    انتاجا شعريا راقيا ذو شخصيه مغايره وخاصه بنا , انتاجا

    لا يتأثر بالمدرسه النزاريه او الادونيسيه أو غـيـرهـمـا

    من المدارس الشعريه , لما لانكون حريصين على تكويــن شخصيه

    واطلاله منفرده عن الغير لها سيماتها وحدودها وعناصرها؟؟؟ .

    عندما نقوم بــصـب تلك الأدوات التجميليه الرائعه المليئه

    بها لهجتنا العاميه ولغتنا العربيه الأم وذلك الزخم الهائل

    من الخيــال المتوقد وذلك الكم الأزخر من العواطف والاحاسيس

    في قالب شعري متمسكبن بالشروط الفنيه للقصيده وفــقـــــا

    للـلأخلاقيات القيم والمفاهيم والموروث الأدبي السلوكي والتـي

    يقوم عليها مجتمعنا حتــمـــا سنــكون أمــام نصــــوص

    بالغة الروعه والدهشه وتــعـــبــــر عن مجتمعنا وعـــن

    أخـــلاقياتــنــا وتعكــس واقعنا الاجتماعي بصدق وشفافيه.


    وأعتقد بان التجرد والحياديه والــمـنـطـقيــه هي التي

    يجب أن تكون نصب أعيننا عندما نقوم بقراءة أي نــــص

    شعري قبل أن نحكم عليه ونصفه بخرق موروثنا الاخلاقي الاجتماعي.


    فالاهواء الشخصيه والتعنت واختلاف وجهات النظر يجب أن

    لا يؤدوا باي حال الى تبرأه نص أو اتهامه بتلك التهمه , فالاصل

    بالانسان حسن النيه الى أن يثبت عكس ذلــك .


    وهـنــا تبرز وتتجلى مسؤوليه الادباء ولكتاب ومسؤولي الثقافه

    والشعراء في الحفاظ على هوية مجتمعنا الاخلاقيه وعدم الـسـماح

    بخدشها او المساس بها تحت حجة الحداثه أو التجديد , فالحداثه

    والتجديد هي قوالب للأبداع والتألق حتما وليست أدوات حفر

    وتدمير للمجتمعات وأخلاقياتها , هكذا أظــــن .





    صالح السـعيـــد ... نابليـــون


يعمل...
X