بسم الله الرحمن الرحيم
من يشعل في بردنا كل هذا الحريق .. يستحق أن نمنحه دفئاً أكتسبناه من هذا الاشتعال ..!
لست أدري ، ما الذي سأبدأ به .. وأنا أقف أمام شاعر كـ( الدحيمي ) ..
هل أبدأ بالتصفيق .. أم بالمديح .. أم التجريح ..؟!
حقيقة ، فإني أرى إن الأمر سيان .. فـ( الدحيمي ) ، أستاذ ليس بحاجة لآراء تلاميذه ..! ، ولست أنا التلميذ من يقيم عطاءات أستاذه ..
ولكن ، أحببت أن أشاركه .. وأن أعلن وجودي من خلاله .. وهذا حق لن يرفضه كرم ( الدحيمي ) ..!
وعودة على ( هل ) تلك .. أتساءل .. ما الذي بالامكان أن نراهن عليه : ( الدحيمي ) ، أم قصيدته ( العـــار ) ..؟؟
تتناسل أسئلتي .. وتتفاقم رؤوسها .. وتتطاول أعناقها .. فمن حقي أن أندهش وأتساءل في حضرة شاعرٍ كهذا .. ومن قصيدة كهذه ..!
ففي ظل فرضية حرية الابداع .. هل نجح الطامحون للإبداع بكل عطاءاتهم وحريتهم وأيدولوجياتهم إلى الوصول إلى النجاح المطلق في ظل مثل هذه الفرضية ..؟
شاهدنا وقرأنا الكثير لشعراء شعبيون .. ولكن لم يتجاوز إبداعهم حدود أقدامهم .. عواطفهم الشخصية .. وويلاتهم الليلكية ..
ولعل ، أكثرنا قد قرأ وسمع لشعراء الساحة الشعبية .. والذين نالوا من الشهرة أوسعها .. ومن محبة الناس أعظمها .. وهم للأسف لم يقدموا ما يشفع لهم .. سرقتهم لفضاءنا وأحلامنا ، واغتصابهم لمحبتنا لهم ....!
لا علينا من ذلك .. فنحن هنا بصدد ( العـــار ) ، لا بصدد ما يجول في صدري ويعتمل في داخله نحو ( حثالة ) الوسط الشعبي ، و ( حثالات النت ) .. والكثير من المتسلقين على فيتامينات ( و ) ، والمكانة الاجتماعية .. التي أهلت لهم ملء عقولنا بضحالة أفكارهم .. وركيك عطائهم ... !؟
هكذا أنا .. عندما أجد نصاً يجب له أن يكون في مكانه الصحيح .. وأجد نصاً لا يجب ... يحتل ذات المكان ..! ، وما يزيدني قهراً وغيضا .. إننا وبكل ( جهل ) نقف ونصفق ، لأن الفنان ( فلان ) قد أجاد أداءه لذلك النص .. فاندحرت الاخطاء الفكرية ، تحت روعة اللحن والاداء ...! .. وطفت الأفكار السطحية ، فوق عقولنا ..!
فلتسامحونني ، ولتسمحون لي .. بأن أزج بمعاناتي الذاتية في قراءتي للـ ( الدحيمي ) ...!
فلم يتبقى لي من قدرة على ( الاعتذار ) .. إلا قدرتكم يا أعضاء عربيات ، بأن نلطم سوياً هذا الضعف .. ونصفق الباب في وجه تلك المجاملات والمواقع .. والتي تقتحمنا عنوةً وقسراً .. وعلى حساب ذوقنا وتطلعنا للإبداع الحق ....!
تألم ( الدحيمي ) كثيراً في ( العار ) .. وتألمنا معه ..!
فعرفت أن ثرثاراً واحداً يثير آلاف الصامتين ، وهذا ما يحدث مع شعراء الساحة الشعبية .. ولكن هنا ، أيقنت أن مبدعاً واحداً يثير آلاف المفكرين .... فاثارني ( الدحيمي ) إلى التفكير .. وليس تصنيفي لذاتي بإنني مفكر .. ولكن لأنني أجتهد بتحريك خلايا فكري ، وأن لا أعتاد إلى محدودية التفكير ...!
فيخاطب ( الدحيمي ) قضيّة .. تاركاً خلفه مئات من الآلام الشخصية .. والعذابات النرجسيّة .. إلى فضاءٍ أكثر إتساعاً من محدودية الصدر .. فتجاوز بغنائيته الحزينة ، إلى آلام وعذابات العالمين العربي والاسلامي معاً ...!
و( بتهكم ) ساخر .. توزّع في ثنايا غنائيته ، تارة من رجولة رجالات ذات العالمين .. وتارة أخرى جعل سواد ( جيراننا ) يزداد حلكة بصباحات ( جارنا ) .. وثالثة قالها علانية أن قضيتنا ( علكة ) بأفواههنا ... هكذا .!
وهكذا ، أصفق كما ولم أصفق من ( قلب ) لشاعر مغوار كـ( الدحيمي ) .... هي حقيقة إذن ، نقرأها في ( بكائية العار ) وليس دليل أقوى من هذا ( العار ) ..
فوقت ( محمد ) بالفعل ، كان مع رجالٍ همها نصرة الدين .. وليست رجالات تتبرقع كالنساء .. ويطلقوهم النساء ..؟؟!
إذاً ، وإذاً فقـط .. أرى ( الدحيمي ) يقنعنا بآثام االعار ، وإرتكاباته في حق حقيقتنا ..
ثم .. يتساءل وببساطة ( إلى متى نتخلق ... إلى متى واحنا عن الثار مقفين ... إلى متى واحفاد عباد الابقار ... لو ما اذبحونا غدر .. متنا مساجين ) ... وهل بعد هذه التساؤلات نحتاج .. لـ( لو ) ... عجباً ، أيها ( الدحيمي ) .. وكأنك تريد منّا الاعتراف .. وما أجمله من اعتراف ... كم تروق لي تلك الاسئلة .. وحقيقة الاعتراف ..!!
وتجنباً عن الاطالة ... لنذهب إلى جانب آخر من القصيد .. لعلنا نجد هناك ما نبحث عنه وما نريد .... :
وبعجالتي هذه .. أحاول بشتى الطرق .. التطرق إلى أكثر من جانب ( فإن أخطأت ) في قراءتي .. لكم حق التنوية ، ولي حق الاعتذار ...!
لا أدري .. وكل ما أدريه أن ( العار ) أشبه بالحلم العربي .. ذلك ، الذي تغنى به عشرات المطربين ، فلم تطرب قلوبنا ، ولم تبرد كبودنا ، إلاّ بمزيدٍ من حسرةٍ .. والكثير الكثير من الألم ..!
عذراً شاعري ( محمد الدحيمي ) ، ولكنني بالفعل .. عندما قرأة هذا النص .. وتلك الردود .. توارد إلى ذهني ، ذلك التخبط في تنظيم حفلة ( الحلم العربي ) .. فتألمت من ألم ما نحن به .. وازدتُ حسرة على ما نحن عليه ....!
وعلى كلٍ .. فالبنية الشعرية وبالأخص تلك التي استخدمها ( الدحيمي ) أرى أنها ذات طبيعة تكرارية بصياغة مغايرة .. و( العــار ) بحد ذاتها ، مهما تكررت ، ومهما تناسخت في صياغتها إلاّ إنني أرى أنه قد أحسن التعامل فيما بين ما يجول بخاطره ، وبين تمكنه من إيصال مكنونه .. من خلال التركيبة التقنية لمفردته وسلاسة نصه .. بالرغم من أنني لا أقر هنا السلاسة مطلقاً .. فهناك صعوبة واضحة في نطق بعض الألفاظ ، جاءت كنتيجة لمحاولة شاعرنا الامساك بلب الفكرة .. وخوفه من عدم السيطرة عليها ...!
ومن تلك الألفاظ : مع عقبه و.. / حطين والقادسية / شجب ما صار / اما اعقلوا .. نستنكر الوضع وندين / ما حن بساطين ..
وفي السياق الجمالي ، أجد ( الدحيمي ) .. قد امتاز عن غيره بخلفية ثقافية ، تجاوزت حدود ( الشداد ، والمرباع ، والمجاهيم ...! ) إلى فضاءٍ من العلم والثقافة التاريخية .. فلا شك بأن من هم بمثل ( الدحيمي ) ، أولى من غيرهم في ملئ شواغر صحفنا الشعبية ...!
ولعلنا ندرك من خلال ( العــار ) أن شاعرنا قد رمى بها إلى ما هو أبعد وأنصع ، من المعنى الرمزي الدلالي .. فجاء النص وكأنه خطاب حماسي مباشر .. نستدل من خلاله إلى غاية الشاعر .. دون البحث عن غموضٍ محير في ثنايا النص ..
وهنا أقرر إتجاهٍ لإبداعٍ مغاير ، قد نظن للوهلة الأولى .. أنها مجرد قصيدة ، ولكن من يحسن القراءة والتمعن .. يجد أن مقدرة ( الدحيمي ) الشاعرية والثقافية قد أحسنت توجيه النص ، لتتخطى به حدود المألوف في القول ...!
ثم .... ( قد قلتها من قبل في بعض الاشعار ... ترى الذلول الطيبة تردف اثنين ) ، وذكاء ينبجس عن سياق جمالي وابداعي .. وعناية فائقة ، لقولٍ لذات الشاعر في موقعٍ آخر .. رمى به هنا ( ثانية ) ، دون أن يكون بمقدور أحدنا أن يبري قلمه ليهاجم التكرار .. فقد أعترف ( الدحيمي ) وبنفس القصيدة ... فشكراً لدهائك .. ودقة ذكائك .. أيها الرائع ...!
ما أريد قوله بالضبط .. أن نص ( العــار) بمجمله .. يعكس تجربة إبداعية من نوع ( تجاوز الاحلام النرجسية .. والعذابات الذاتية .. وتفاهات العشق والتغني بالمحبوبة ... إلى فضاءٍ أكثر شمولية ) .. فمثلاً عندما يتغنى ( الدحيمي ) بمعشوقته ، نطرب بغناءه ، ولكن لا يعنينا أن عادت له أم لم تعد بعد هجرٍ مضني له .. ولكن ، عندما يكتب واقعنا بمثل ( العار ) ، فإن حلمه وألمه وأمانيه تتوزع على ملايين البشر .. فمن منا لا يحلم بعودة بيت المقدس ، ومن منا لم يحزن بموت ( الدرة ) ، ومن منا لا يتمنى بمثل ما تمناه ( الدحيمي ) ...!
ومن هنا ، أرى أن نص ( الدحيمي ) ، لم يكن نصاً مألوفاً .. ولم تكن عباراته محدودية النظرة لأن نقف عند كسرٍ في بيت أو معنى خل بالسياق العام ...!
فيجب أن نقف ونصفق ، لشاعرٍ كمثل هذا .. فمثله لن يتكرر كثيراً في ساحات بكائياتنا ، وفي أروقة منتدياتنا ...!
سيدي وشاعري ( الدحيمي ) ...
هذه القراءة .. ليست بمقام نصك .. وإنما هي مجرد مشاركة لك .. لأهنئ نفسي ، بإنني أحد أعضاء مجلسٍ أنت به .. فاسمح لي أن أهمس في أذنك .. أنني أقرأك ... وأثمن لك هذا العطاء ... وأن أبعاد فكرك وفضاءاته ، قد حلقت إليها مع نصك هذا .... وأنني ..... أستمتعت بك ، كما لم أستمتع من قبل ...
أهنئك .. وأهنىء أنفسنا بك ... وإلى المزيد من الابدااااااااع أيها المبدع ...
ايمن العرفه
من يشعل في بردنا كل هذا الحريق .. يستحق أن نمنحه دفئاً أكتسبناه من هذا الاشتعال ..!
لست أدري ، ما الذي سأبدأ به .. وأنا أقف أمام شاعر كـ( الدحيمي ) ..
هل أبدأ بالتصفيق .. أم بالمديح .. أم التجريح ..؟!
حقيقة ، فإني أرى إن الأمر سيان .. فـ( الدحيمي ) ، أستاذ ليس بحاجة لآراء تلاميذه ..! ، ولست أنا التلميذ من يقيم عطاءات أستاذه ..
ولكن ، أحببت أن أشاركه .. وأن أعلن وجودي من خلاله .. وهذا حق لن يرفضه كرم ( الدحيمي ) ..!
وعودة على ( هل ) تلك .. أتساءل .. ما الذي بالامكان أن نراهن عليه : ( الدحيمي ) ، أم قصيدته ( العـــار ) ..؟؟
تتناسل أسئلتي .. وتتفاقم رؤوسها .. وتتطاول أعناقها .. فمن حقي أن أندهش وأتساءل في حضرة شاعرٍ كهذا .. ومن قصيدة كهذه ..!
ففي ظل فرضية حرية الابداع .. هل نجح الطامحون للإبداع بكل عطاءاتهم وحريتهم وأيدولوجياتهم إلى الوصول إلى النجاح المطلق في ظل مثل هذه الفرضية ..؟
شاهدنا وقرأنا الكثير لشعراء شعبيون .. ولكن لم يتجاوز إبداعهم حدود أقدامهم .. عواطفهم الشخصية .. وويلاتهم الليلكية ..
ولعل ، أكثرنا قد قرأ وسمع لشعراء الساحة الشعبية .. والذين نالوا من الشهرة أوسعها .. ومن محبة الناس أعظمها .. وهم للأسف لم يقدموا ما يشفع لهم .. سرقتهم لفضاءنا وأحلامنا ، واغتصابهم لمحبتنا لهم ....!
لا علينا من ذلك .. فنحن هنا بصدد ( العـــار ) ، لا بصدد ما يجول في صدري ويعتمل في داخله نحو ( حثالة ) الوسط الشعبي ، و ( حثالات النت ) .. والكثير من المتسلقين على فيتامينات ( و ) ، والمكانة الاجتماعية .. التي أهلت لهم ملء عقولنا بضحالة أفكارهم .. وركيك عطائهم ... !؟
هكذا أنا .. عندما أجد نصاً يجب له أن يكون في مكانه الصحيح .. وأجد نصاً لا يجب ... يحتل ذات المكان ..! ، وما يزيدني قهراً وغيضا .. إننا وبكل ( جهل ) نقف ونصفق ، لأن الفنان ( فلان ) قد أجاد أداءه لذلك النص .. فاندحرت الاخطاء الفكرية ، تحت روعة اللحن والاداء ...! .. وطفت الأفكار السطحية ، فوق عقولنا ..!
فلتسامحونني ، ولتسمحون لي .. بأن أزج بمعاناتي الذاتية في قراءتي للـ ( الدحيمي ) ...!
فلم يتبقى لي من قدرة على ( الاعتذار ) .. إلا قدرتكم يا أعضاء عربيات ، بأن نلطم سوياً هذا الضعف .. ونصفق الباب في وجه تلك المجاملات والمواقع .. والتي تقتحمنا عنوةً وقسراً .. وعلى حساب ذوقنا وتطلعنا للإبداع الحق ....!
تألم ( الدحيمي ) كثيراً في ( العار ) .. وتألمنا معه ..!
فعرفت أن ثرثاراً واحداً يثير آلاف الصامتين ، وهذا ما يحدث مع شعراء الساحة الشعبية .. ولكن هنا ، أيقنت أن مبدعاً واحداً يثير آلاف المفكرين .... فاثارني ( الدحيمي ) إلى التفكير .. وليس تصنيفي لذاتي بإنني مفكر .. ولكن لأنني أجتهد بتحريك خلايا فكري ، وأن لا أعتاد إلى محدودية التفكير ...!
فيخاطب ( الدحيمي ) قضيّة .. تاركاً خلفه مئات من الآلام الشخصية .. والعذابات النرجسيّة .. إلى فضاءٍ أكثر إتساعاً من محدودية الصدر .. فتجاوز بغنائيته الحزينة ، إلى آلام وعذابات العالمين العربي والاسلامي معاً ...!
و( بتهكم ) ساخر .. توزّع في ثنايا غنائيته ، تارة من رجولة رجالات ذات العالمين .. وتارة أخرى جعل سواد ( جيراننا ) يزداد حلكة بصباحات ( جارنا ) .. وثالثة قالها علانية أن قضيتنا ( علكة ) بأفواههنا ... هكذا .!
وهكذا ، أصفق كما ولم أصفق من ( قلب ) لشاعر مغوار كـ( الدحيمي ) .... هي حقيقة إذن ، نقرأها في ( بكائية العار ) وليس دليل أقوى من هذا ( العار ) ..
فوقت ( محمد ) بالفعل ، كان مع رجالٍ همها نصرة الدين .. وليست رجالات تتبرقع كالنساء .. ويطلقوهم النساء ..؟؟!
إذاً ، وإذاً فقـط .. أرى ( الدحيمي ) يقنعنا بآثام االعار ، وإرتكاباته في حق حقيقتنا ..
ثم .. يتساءل وببساطة ( إلى متى نتخلق ... إلى متى واحنا عن الثار مقفين ... إلى متى واحفاد عباد الابقار ... لو ما اذبحونا غدر .. متنا مساجين ) ... وهل بعد هذه التساؤلات نحتاج .. لـ( لو ) ... عجباً ، أيها ( الدحيمي ) .. وكأنك تريد منّا الاعتراف .. وما أجمله من اعتراف ... كم تروق لي تلك الاسئلة .. وحقيقة الاعتراف ..!!
وتجنباً عن الاطالة ... لنذهب إلى جانب آخر من القصيد .. لعلنا نجد هناك ما نبحث عنه وما نريد .... :
وبعجالتي هذه .. أحاول بشتى الطرق .. التطرق إلى أكثر من جانب ( فإن أخطأت ) في قراءتي .. لكم حق التنوية ، ولي حق الاعتذار ...!
لا أدري .. وكل ما أدريه أن ( العار ) أشبه بالحلم العربي .. ذلك ، الذي تغنى به عشرات المطربين ، فلم تطرب قلوبنا ، ولم تبرد كبودنا ، إلاّ بمزيدٍ من حسرةٍ .. والكثير الكثير من الألم ..!
عذراً شاعري ( محمد الدحيمي ) ، ولكنني بالفعل .. عندما قرأة هذا النص .. وتلك الردود .. توارد إلى ذهني ، ذلك التخبط في تنظيم حفلة ( الحلم العربي ) .. فتألمت من ألم ما نحن به .. وازدتُ حسرة على ما نحن عليه ....!
وعلى كلٍ .. فالبنية الشعرية وبالأخص تلك التي استخدمها ( الدحيمي ) أرى أنها ذات طبيعة تكرارية بصياغة مغايرة .. و( العــار ) بحد ذاتها ، مهما تكررت ، ومهما تناسخت في صياغتها إلاّ إنني أرى أنه قد أحسن التعامل فيما بين ما يجول بخاطره ، وبين تمكنه من إيصال مكنونه .. من خلال التركيبة التقنية لمفردته وسلاسة نصه .. بالرغم من أنني لا أقر هنا السلاسة مطلقاً .. فهناك صعوبة واضحة في نطق بعض الألفاظ ، جاءت كنتيجة لمحاولة شاعرنا الامساك بلب الفكرة .. وخوفه من عدم السيطرة عليها ...!
ومن تلك الألفاظ : مع عقبه و.. / حطين والقادسية / شجب ما صار / اما اعقلوا .. نستنكر الوضع وندين / ما حن بساطين ..
وفي السياق الجمالي ، أجد ( الدحيمي ) .. قد امتاز عن غيره بخلفية ثقافية ، تجاوزت حدود ( الشداد ، والمرباع ، والمجاهيم ...! ) إلى فضاءٍ من العلم والثقافة التاريخية .. فلا شك بأن من هم بمثل ( الدحيمي ) ، أولى من غيرهم في ملئ شواغر صحفنا الشعبية ...!
ولعلنا ندرك من خلال ( العــار ) أن شاعرنا قد رمى بها إلى ما هو أبعد وأنصع ، من المعنى الرمزي الدلالي .. فجاء النص وكأنه خطاب حماسي مباشر .. نستدل من خلاله إلى غاية الشاعر .. دون البحث عن غموضٍ محير في ثنايا النص ..
وهنا أقرر إتجاهٍ لإبداعٍ مغاير ، قد نظن للوهلة الأولى .. أنها مجرد قصيدة ، ولكن من يحسن القراءة والتمعن .. يجد أن مقدرة ( الدحيمي ) الشاعرية والثقافية قد أحسنت توجيه النص ، لتتخطى به حدود المألوف في القول ...!
ثم .... ( قد قلتها من قبل في بعض الاشعار ... ترى الذلول الطيبة تردف اثنين ) ، وذكاء ينبجس عن سياق جمالي وابداعي .. وعناية فائقة ، لقولٍ لذات الشاعر في موقعٍ آخر .. رمى به هنا ( ثانية ) ، دون أن يكون بمقدور أحدنا أن يبري قلمه ليهاجم التكرار .. فقد أعترف ( الدحيمي ) وبنفس القصيدة ... فشكراً لدهائك .. ودقة ذكائك .. أيها الرائع ...!
ما أريد قوله بالضبط .. أن نص ( العــار) بمجمله .. يعكس تجربة إبداعية من نوع ( تجاوز الاحلام النرجسية .. والعذابات الذاتية .. وتفاهات العشق والتغني بالمحبوبة ... إلى فضاءٍ أكثر شمولية ) .. فمثلاً عندما يتغنى ( الدحيمي ) بمعشوقته ، نطرب بغناءه ، ولكن لا يعنينا أن عادت له أم لم تعد بعد هجرٍ مضني له .. ولكن ، عندما يكتب واقعنا بمثل ( العار ) ، فإن حلمه وألمه وأمانيه تتوزع على ملايين البشر .. فمن منا لا يحلم بعودة بيت المقدس ، ومن منا لم يحزن بموت ( الدرة ) ، ومن منا لا يتمنى بمثل ما تمناه ( الدحيمي ) ...!
ومن هنا ، أرى أن نص ( الدحيمي ) ، لم يكن نصاً مألوفاً .. ولم تكن عباراته محدودية النظرة لأن نقف عند كسرٍ في بيت أو معنى خل بالسياق العام ...!
فيجب أن نقف ونصفق ، لشاعرٍ كمثل هذا .. فمثله لن يتكرر كثيراً في ساحات بكائياتنا ، وفي أروقة منتدياتنا ...!
سيدي وشاعري ( الدحيمي ) ...
هذه القراءة .. ليست بمقام نصك .. وإنما هي مجرد مشاركة لك .. لأهنئ نفسي ، بإنني أحد أعضاء مجلسٍ أنت به .. فاسمح لي أن أهمس في أذنك .. أنني أقرأك ... وأثمن لك هذا العطاء ... وأن أبعاد فكرك وفضاءاته ، قد حلقت إليها مع نصك هذا .... وأنني ..... أستمتعت بك ، كما لم أستمتع من قبل ...
أهنئك .. وأهنىء أنفسنا بك ... وإلى المزيد من الابدااااااااع أيها المبدع ...
ايمن العرفه
تعليق