" الكل يركض ...الجميع يسابق الريح دون هوادة " في ذلك المشهد الصاخب لا يُسمع سوى دوي تلك الأقدام المثقلة التي مزقت أستار الرمل فتطايرت منه ذرات الغبار التي حجبت الرؤية تماماً حتى عن الأعمى ! ومع ذلك فلا زال الجميع يركض شاهرٍ سيفه ممتطياً جواده يتحين الفرصة السانحة ولكن أي فرصةٍ تلك ؟! وسنابك أقدام تلك الخيول الهائجة لم تترك أو تذر شيئاً تحتها ، لقد غيرت بحوافرها الصلبة معالم كل ذلك المكان بل أحدثت انقلاباً جغرافيا أزال كل تضاريسه ورسومه السابقة ! لا شك أن تلك الجياد الهائجة ليست من نفس الفصيلة التي منحها امرؤ القيس بيته الشهير عندما قـال واصفاً جواده والهيجاء يضطرم فتيلها :"مكرًٍ مفرٍّ مقبلٍ مدبرٍ معـاً كجلمودِ صخر حطهُ السيلُ من علِ" أو لعل شاعرنا ( الظليل ) لم تسعفه روحه الشفافة رغم فطنته ومدى حذقه أنه سيأتي زمان سوف تختلف به فصيلة الخيول وتتغير فيه فلسفة حركتها إذا حمي الوطيس! أنها بكل مصداقية خيول مشهدنا الشعري الصاخب هذه الأيام ! والتي تتسم بمدى وحشيتها وشراستها وقوت زحفها نحو الأمام دون تؤده ومن يدري فقد يصفها شاعرنا لو قدر له الخروج من قبره طبعاً ! ولكن بغير تلك الأوصاف السابقة فقد ينعتها هذه المرة بقولة "مكـرٍ مكـرٍ مقبـلٍ مقبـلٍ مـعـاً!! ……" وأن كنت لا أرى ضيراً في بقاء عجز البيت كما هو إذ لا يوجد أقوى ولا أشد صلابة من ذلك الجلمود الذي يزحف به السيل من أعالي الجبال ليسحق كل ما يعترض طريقة
نعم… جياد مشهدنا الشعري اليوم لا تعرف لغة بديلة غير تلك اللغة(الكرارة)!! على طريقة ذلك الجلمود حتى أنها لم تدرك تلك الفلسفة القتالية العظيمة التي سطرها لنا تاريخ البطولات كأجمل لغة من لغات الظفر في الميادين ! أن امرؤ القيس يقول عن فرسه بأنهُ سلس العنان فهو يصفه بحسن الخلق وشدة العدو ولا شك أنه تشبيه بليغ غاية في الجمال ....ولكن كيـف لجيادنا وفرسانها إدراك ذلك المغزى الذي أشار إليه الشاعر! وأن كنا نريد إسقاطه هنا بعيداً عن مضمار الوغى حيث مضمار من نوع أخر يحمل فلسفة مغايرة غير تلك التي أرادها أمرؤ القيس لجواده لعمري أن ما أعنيه هنا هو (مضمار الشعر) في مشهدنا الشعري الحالي فهو أشد ضراوةٍ وقسوة بل أن فرسانه المغاوير لا يعرفون سوى تلك اللغة الجلمودية الزاحفة حيث السحق دون هوادة لكل ما هو جميل ولست متحاملٍ أو مبالغ كما قد يتصور البعض ولكنها الحقيقة المرة التي لا بد من مواجهتها طوعٍ أو كرها ، بحثاً عن أمل يستنهض بنا روح العقلانية والحب والهدوء والتسامح والإيثار كل تلك المعاني النبيلة التي عصفت بها تلك الأنواء حد السقوط في برزخ الثبور والانزواء ، أن المتأمل بكل واقعية في فصول مشهدنا الشعري وما يدور خلف كواليسه حتماً سيدرك حجم ما أتحدث عنه هنا من معاناة حقيقية جرعتنا الكثير والكثير .. ولست طبيباً هنا أحمل مبضعي أو مصلحاً أو حتى أ دعي أنني أملك عصا موسى لمعالجة كل ذلك ! لا وألف لا أيها الأحبة ! أن كل ما أحمله في جعبتي المتواضعة هو مجرد أفكار متناثرة حملتها معي لسنين طويلة في رحلتي مع الشعر الذي طالما أحببته ولم أزل رغم كل ما لحق به من ويلات ومحاولات متوالية لإخراجه عن طبيعته والزج به في عوالم لا يمكنه التعايش معها مهما حاولوا اجتهدوا لتحقيق مرادهم ، وهاأنا اليوم أحاول ترتيب تلك الأفكار وأعادت صياغاتها من جديد كي تقف أمامكم بكل مصداقية وتجرد أملاً في الخلاص من ذلك المأزق الذي تسببت بها تلك الجياد التي لم تعرف التؤدة والهدوء يوماً فلعلنا بعد كل ذلك نبدأ من جديد ولكن بلغةٍ وفلسفةٍ حركية شعرية هادفة غير تلك !!
نعم… جياد مشهدنا الشعري اليوم لا تعرف لغة بديلة غير تلك اللغة(الكرارة)!! على طريقة ذلك الجلمود حتى أنها لم تدرك تلك الفلسفة القتالية العظيمة التي سطرها لنا تاريخ البطولات كأجمل لغة من لغات الظفر في الميادين ! أن امرؤ القيس يقول عن فرسه بأنهُ سلس العنان فهو يصفه بحسن الخلق وشدة العدو ولا شك أنه تشبيه بليغ غاية في الجمال ....ولكن كيـف لجيادنا وفرسانها إدراك ذلك المغزى الذي أشار إليه الشاعر! وأن كنا نريد إسقاطه هنا بعيداً عن مضمار الوغى حيث مضمار من نوع أخر يحمل فلسفة مغايرة غير تلك التي أرادها أمرؤ القيس لجواده لعمري أن ما أعنيه هنا هو (مضمار الشعر) في مشهدنا الشعري الحالي فهو أشد ضراوةٍ وقسوة بل أن فرسانه المغاوير لا يعرفون سوى تلك اللغة الجلمودية الزاحفة حيث السحق دون هوادة لكل ما هو جميل ولست متحاملٍ أو مبالغ كما قد يتصور البعض ولكنها الحقيقة المرة التي لا بد من مواجهتها طوعٍ أو كرها ، بحثاً عن أمل يستنهض بنا روح العقلانية والحب والهدوء والتسامح والإيثار كل تلك المعاني النبيلة التي عصفت بها تلك الأنواء حد السقوط في برزخ الثبور والانزواء ، أن المتأمل بكل واقعية في فصول مشهدنا الشعري وما يدور خلف كواليسه حتماً سيدرك حجم ما أتحدث عنه هنا من معاناة حقيقية جرعتنا الكثير والكثير .. ولست طبيباً هنا أحمل مبضعي أو مصلحاً أو حتى أ دعي أنني أملك عصا موسى لمعالجة كل ذلك ! لا وألف لا أيها الأحبة ! أن كل ما أحمله في جعبتي المتواضعة هو مجرد أفكار متناثرة حملتها معي لسنين طويلة في رحلتي مع الشعر الذي طالما أحببته ولم أزل رغم كل ما لحق به من ويلات ومحاولات متوالية لإخراجه عن طبيعته والزج به في عوالم لا يمكنه التعايش معها مهما حاولوا اجتهدوا لتحقيق مرادهم ، وهاأنا اليوم أحاول ترتيب تلك الأفكار وأعادت صياغاتها من جديد كي تقف أمامكم بكل مصداقية وتجرد أملاً في الخلاص من ذلك المأزق الذي تسببت بها تلك الجياد التي لم تعرف التؤدة والهدوء يوماً فلعلنا بعد كل ذلك نبدأ من جديد ولكن بلغةٍ وفلسفةٍ حركية شعرية هادفة غير تلك !!
تعليق