كيف نكون في رحاب الشعر !!
يقول الدكتور إحسان عباس :" لا أتصور الشاعر دون زاد ثقافي عميق متعدد الجنبات . ثم هناك التعمق في التراث وإتقان غير لغة أجنبية والاطلاع على ما عند الناس الآخرين ، ليس من شعر فقط . الشعر لا يوحي شعر أحيانا ولكن من ثقافات متنوعة . الشاعر الحديث قد رسم لنفسه خطا حديثا . قد جعل نفسه مفكرا . ولا تكفي موهبته إطلاقا مهما بلغت من الضخامة . لا تكفي لأن تمده بالزاد الضروري ليكون شاعراً "
والسؤال الذي يتبادر للذهن أيها الأحبة هو : ما مدى انسكاب هذه المقولة على روح ما يطرح من نصوص ؟!وهل استطاع الشاعر المعاصر تجاوز مرحلة النظم التي تعتبر بمثابة " القرمزة " إذا صح التعبير ولم تصل إلي درجة الاختمار أو النضج بعد ؟!!
واقعاً وبتجرد تام بعيد عن مغبة التجريح نقول أن تعدد منابر الطرح وسهولته أدى إلي وجود تخمة خطيرة تنبئ بمستقبل غير مطمئن لحال الشعر لدينا ، أن دراسة فاحصة لغالبية ما يطرح من نصوص حاليا تبين لنا مدى ما وصلنا إليه من بؤس ثقافي وفقر معرفي لقد أصبحنا فعلاً في زمن التمرير الأهوج والتبجيل القاتل فكل ما عليك يا عزيزي ! أن أردت أن تكون شاعر في هذه الحقبة بالذات أن تكتب قصيدة . وأي عصيدة هذه ! عفواً أي قصيدة تلك البعيدة كل البعد عن معايير الذوق العام والأدب الجمالي المتعارف عليه … صحيح أنه قد يختلف الكثير في تعريف ماهية الشعر أو متطلبات حضوره ولكني لم أجد من يختلف على مدى مقدرة الشاعر في أيجاد عمق جمالي فني نستطيع من خلاله الدخول إلى عوالم القصيدة والاختمار بها ومحاولة التفاعل معها والتمازج حتى تصبح جزء منا ونصبح جزء من عالمها هذا إذا تجاوزنا المعايير الفنية التي تعتبر من مستلزمات حضور أي قصيدة بأي شكل من أشكالها والتي تعتبر " الصورة " من أهمها تواجداً يقول الكاتب الكبير : جبرا إبراهيم جبرا عندما سئل كيف تشعر بأنك في حضرة الشعر ؟ وتنعم به ؟ وكيف تشعر بعكس ذلك ؟ فقال " الشعر في الواقع يعتمد على الصورة . ليس لأن ارسطو قال ذلك ، العرب قالوا ذلك أيضاً الجميع قالوا أنه يعتمد على الصورة . فالشاعر هو الذي يستطيع أن يخلق صورة في ذهنك ، وأن يصلها بصورة أخرى وأن يسلسل هذه الصور ثم يوحدها كلها بحيث أنك أنت ترى " شيئاً " في ذهنك كنتيجة سماعك للكلمات . أما الشخص الذي لا يؤدي كلامه إلي خلق هذه الصورة والمتصلة فليس بالشاعر ولا "الفنان "
وعندما نضع قصيدة من القصائد التي نالت ما نالته من التبجيل والتطبيل الأرعن تحت منظار يجيد لغة التعامل بكل مصداقية نجد أن هذه القصيدة قد تبخرت ولم يبقى منها سوى كميات لا بئس بها من الألوان الصارخة والصاخبة على حالها البائس المفرغ من الجمال ...والكارثة أن تلك القصيدة قد تقع في يد أخر يستشهد بها في مقاله الهش ويمجدها كل التمجيد ..!!وهكذا نستطيع من خلال تلك النصوص أن نعرف مدي ما وصل إليه البعض من ضحالة فكرية بل مهزلة وتخبط رهيب وبكل أسف يزينها لنا حب الوصول والظهور على حساب القيمة والمبدأ .. لقد كان الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب يتمنى أن لا تنشر دواوينه الأولى لأنها كانت عبارة عن لحظات أو فترات القرمزة كما يسمونها وهي بداية قول الشعر . ولو خير لطوى كثير من شعره وهكذا حال المتنبي سيد الشعر الذي "نام ملء جفونه عن شوا ردها .." تمني أن لا يحسب عليه ما كتبه في بداية قولة للشعر والتي كانت صبغة التصنع والتقليد جلية وواضحة جدا بها .
وهكذا هو حال من يضع الأمور في نصابها فليس بالضرورة أن أكون شاعر وليس دلالة إن ما كتبته شعراً فقد يكون مجرد خلجات مراهقة أو نزوة مؤقتة كل ما عليك عزيزي أن تفتش عن الموهبة داخلك فأن وجدتها وتلمست بذورها فحاول جاهداً صقلها بالاطلاع وكثرة الارتياض في هذا المجال ولا يكفي هذا بل أكتب ولا تفكر بالنشر إلا بعد أن تتأكد من أنك مع قول الشاعر " قدر لرجلك قبل الخطو موضعها .. " وأنك قصيدتك قد أصبحت ناضجة ..وإلا فــ….أجمل من ذلك بكثير!! !!
أكرر عذري الشديد أن كان الموضوع طويلٍ ويعلم
الله أن حساسيته وخطورته تطلبت ذلك
والله من وراء القصد!!
يقول الدكتور إحسان عباس :" لا أتصور الشاعر دون زاد ثقافي عميق متعدد الجنبات . ثم هناك التعمق في التراث وإتقان غير لغة أجنبية والاطلاع على ما عند الناس الآخرين ، ليس من شعر فقط . الشعر لا يوحي شعر أحيانا ولكن من ثقافات متنوعة . الشاعر الحديث قد رسم لنفسه خطا حديثا . قد جعل نفسه مفكرا . ولا تكفي موهبته إطلاقا مهما بلغت من الضخامة . لا تكفي لأن تمده بالزاد الضروري ليكون شاعراً "
والسؤال الذي يتبادر للذهن أيها الأحبة هو : ما مدى انسكاب هذه المقولة على روح ما يطرح من نصوص ؟!وهل استطاع الشاعر المعاصر تجاوز مرحلة النظم التي تعتبر بمثابة " القرمزة " إذا صح التعبير ولم تصل إلي درجة الاختمار أو النضج بعد ؟!!
واقعاً وبتجرد تام بعيد عن مغبة التجريح نقول أن تعدد منابر الطرح وسهولته أدى إلي وجود تخمة خطيرة تنبئ بمستقبل غير مطمئن لحال الشعر لدينا ، أن دراسة فاحصة لغالبية ما يطرح من نصوص حاليا تبين لنا مدى ما وصلنا إليه من بؤس ثقافي وفقر معرفي لقد أصبحنا فعلاً في زمن التمرير الأهوج والتبجيل القاتل فكل ما عليك يا عزيزي ! أن أردت أن تكون شاعر في هذه الحقبة بالذات أن تكتب قصيدة . وأي عصيدة هذه ! عفواً أي قصيدة تلك البعيدة كل البعد عن معايير الذوق العام والأدب الجمالي المتعارف عليه … صحيح أنه قد يختلف الكثير في تعريف ماهية الشعر أو متطلبات حضوره ولكني لم أجد من يختلف على مدى مقدرة الشاعر في أيجاد عمق جمالي فني نستطيع من خلاله الدخول إلى عوالم القصيدة والاختمار بها ومحاولة التفاعل معها والتمازج حتى تصبح جزء منا ونصبح جزء من عالمها هذا إذا تجاوزنا المعايير الفنية التي تعتبر من مستلزمات حضور أي قصيدة بأي شكل من أشكالها والتي تعتبر " الصورة " من أهمها تواجداً يقول الكاتب الكبير : جبرا إبراهيم جبرا عندما سئل كيف تشعر بأنك في حضرة الشعر ؟ وتنعم به ؟ وكيف تشعر بعكس ذلك ؟ فقال " الشعر في الواقع يعتمد على الصورة . ليس لأن ارسطو قال ذلك ، العرب قالوا ذلك أيضاً الجميع قالوا أنه يعتمد على الصورة . فالشاعر هو الذي يستطيع أن يخلق صورة في ذهنك ، وأن يصلها بصورة أخرى وأن يسلسل هذه الصور ثم يوحدها كلها بحيث أنك أنت ترى " شيئاً " في ذهنك كنتيجة سماعك للكلمات . أما الشخص الذي لا يؤدي كلامه إلي خلق هذه الصورة والمتصلة فليس بالشاعر ولا "الفنان "
وعندما نضع قصيدة من القصائد التي نالت ما نالته من التبجيل والتطبيل الأرعن تحت منظار يجيد لغة التعامل بكل مصداقية نجد أن هذه القصيدة قد تبخرت ولم يبقى منها سوى كميات لا بئس بها من الألوان الصارخة والصاخبة على حالها البائس المفرغ من الجمال ...والكارثة أن تلك القصيدة قد تقع في يد أخر يستشهد بها في مقاله الهش ويمجدها كل التمجيد ..!!وهكذا نستطيع من خلال تلك النصوص أن نعرف مدي ما وصل إليه البعض من ضحالة فكرية بل مهزلة وتخبط رهيب وبكل أسف يزينها لنا حب الوصول والظهور على حساب القيمة والمبدأ .. لقد كان الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب يتمنى أن لا تنشر دواوينه الأولى لأنها كانت عبارة عن لحظات أو فترات القرمزة كما يسمونها وهي بداية قول الشعر . ولو خير لطوى كثير من شعره وهكذا حال المتنبي سيد الشعر الذي "نام ملء جفونه عن شوا ردها .." تمني أن لا يحسب عليه ما كتبه في بداية قولة للشعر والتي كانت صبغة التصنع والتقليد جلية وواضحة جدا بها .
وهكذا هو حال من يضع الأمور في نصابها فليس بالضرورة أن أكون شاعر وليس دلالة إن ما كتبته شعراً فقد يكون مجرد خلجات مراهقة أو نزوة مؤقتة كل ما عليك عزيزي أن تفتش عن الموهبة داخلك فأن وجدتها وتلمست بذورها فحاول جاهداً صقلها بالاطلاع وكثرة الارتياض في هذا المجال ولا يكفي هذا بل أكتب ولا تفكر بالنشر إلا بعد أن تتأكد من أنك مع قول الشاعر " قدر لرجلك قبل الخطو موضعها .. " وأنك قصيدتك قد أصبحت ناضجة ..وإلا فــ….أجمل من ذلك بكثير!! !!
أكرر عذري الشديد أن كان الموضوع طويلٍ ويعلم
الله أن حساسيته وخطورته تطلبت ذلك
والله من وراء القصد!!
تعليق