(فيصل الرياحي ..وداعاً)
رجفةُ أنامل .. وعزاء
قبل بضع سنوات وحين اتخذت قراري الحاسم والمتمثل في عدم الاستمرار في خنق موهبتي الشعرية التي أدرك تماماً أحقيتها في الظهور،
قمت بنشر اول قصيدة لي (وسامة في وسامة) كانت الآراء التي وصلتني حول القصيدة رائعة أشعرتني بالفخر وكنت قد توقعت ذلك لثقتي فيما أمتلك من موهبة ولله الحمد. لكن ما لم أكن أتوقعه أن يتواضع شاعر بحجم «فيصل الرياحي» ليضيع وقته في قراءة قصيدة موقعة باسم شاعرة جديدة..!
هذا ما حصل ...استيقظت صباحاً لأجده قد نصّبني ملكة الشعر النسائي، أستيقظت لأجد كبرياء الشاعرة حديثة العهد بالساحة وقد أشرقت الربى باسمها الجديد فصارت «كبرياء الشعر» ... كتب العملاق فيصل الرياحي في رده على قصيدتي :
« ياكبرياء
هذا النص يذكرني بقصائد الأصيلات المبدعات مثل مرسا العطاوية وغيرها من بنات الفرسان
اسمحي لي بأن أطلق عليك لقب:
كبرياء الشعر
تحياتي لهذه الموهبة الجبارة»
احتبست أنفاسي برهة وسرعان ما هرعت إلى كتابة موضوع بعنوان «فيصل الرياحي ...شكراً لك» ونشرته عبر الشبكة العنكبوتية بمنتدى «النداوي» هذا المنتدى الذي منحني شرف زمالة هذا العملاق ، قرأ أبو بدر ما كتبت فأرسل لي عرفانه برسالة أخوية لا زيف فيها ولا نفاق.
قال لي بالحرف الواحد:
«كبرياء الشعر .. أنتِ بحضورك وبشعرك تمثلين العفة والشرف والشعر معاً .. بوركت هذه الموهبة الجبارة وبورك فيك وفي رجالك وأصلك يا بنت الرجال استمري ولا تلتفتي لأحد ..».
لمحت من خلال ما كتب أنه كان يعلم ما لا أعلم عن خبايا الساحة الشعبية خاصة ما ينتظر أي شاعرة مستجدة فيها .. كان يبدو لي انه يخشى علي من سوء كان يعلمه بها بحكم تواجده القديم فيها..!
وانطلقت برحابة شعر وبخطى كأنها على الريح .. وكأني كلما دخلت بحالة الخصوصية الشعرية لأكتب نصاً جديداً .. كأني أرى لقب «كبرياء الشعر» يستنهض فيّ الكبرياء.
لم أكن لأستمر بكل هذا العطاء ..لولا الله تعالى ثم لقب «كبرياء الشعر» الذي وشحني به المغفور له بحول الله.
استمر الفقيد الغالي .. يتابع نتاجي قصيدة تلو الأخرى .. ويشيد تارة ويشجع تارة أخرى .
كتب ذات مرة حين قرأ نصي «صغيرة سن» : «الشعر مراتب .. ولقد ارتقت كبرياء بشعرها إلى مراتب الشعر الحقيقي».
حينها قلت في نفسي: ومن غيرك يعرف مراتب الشعر يا شاعر الخليج الأول؟ لابد أنني عظيمة كما تراني ..!
أسأل الله لك «يا أخا كبرياء» المرتبة الأعلى في الجنة.
لم أكن أدري يا أبا بدر أنني سأكتب اليوم هذا المقال .. .. لم أكن أعلم انني سأقول «فيصل الرياحي ...وداعاً» بعد أن كتبت لك «فيصل الرياحي ..شكراً لك».
والله إني لا أريد قولها .. لكننا مؤمنون بقضاء الله وقدره. والله انك خسارة فادحة لا تعوضها أرحام النساء.. فقد كنت الأخ الموجه .. والرجل النبيل والقدوة الصالحة .. تعطي دروساً في الشعر والقيم معاً .. لم تهبط يوماً بشعرك ولا بأخلاقك ، وتواضعك الجم شرّع لك قلوبنا فسكنت بها. ترتجف أناملي أبا بدر وأنا أكتب عبارات التعزية .. ومن أعزي .. وأنا أحوج للتعزية في فقدك من غيري ..؟!
ولكن وعدُ مني لروحك الطاهرة التي ترقد في الثرى بأن أبقى «كبرياء الشعر « كما لقبتني.
أعدك بألا أخذلك في شعري وفي تمسكي بقيمي ، لن أخذلك يا أخ كبرياء الشعر أبداً بإذن الله.
عزاؤنا فيك من ضرب المستحيل لكننا استودعناك عند كريم يجير من استجاره.
اللهم ارحم فيصل بن منصور الرياحي رحمة واسعة .
اللهم اغفر له عدد ماكان وعدد مايكون وعدد الحركات والسكون.
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة.
اللهم اجبر كسرنا وكسر أسرته فيه وألهمنا والهمهم الصبر والسلوان.
بقلم / الشاعرة كبرياء «كبرياء الشعر»
نشر في (جريدة اليوم) الجمعة 12-1-1430هـ الموافق9-1-2009م
http://www.alyaum.com/issue/article....2&I=643205&G=1
تعليق